مقالى الثانى المنشور بمجله ما تيجو بينا نعيشها صح

التبذير صفه من صفات الشيطان ,,

يتبادر إلى أذهان البعض لأول وهله عند سماعهم لكلمه التبذير أنها تعنى كل ماده تُنفق فوق الحد المعقول. ولكن ,,يبقى هذا التصور عائماً متقطعاً غير متماسك ما لم يُحدد بحدود ويُضبط بضوابط.
فليس كل ماده تنفق فوق الحد المعقول تعتبر من التبذير
فالإنفاق نوعان : إنفاق للحق و إنفاق للباطل
وعلى هذا الصدد لو انفق الإنسان ماله كله فى الحق لم يكن مُبذراً ولو انفق مداًّ فى غير حق كان مبذرًا.
وجاء تعريف عبدالله بن مسعود للتبذير شاملاً دقيقاً حيث عرفه بإنه ,
(( كل ما أُنفق بغير حق ))
ولا يقتصر التبذير على إنفاق المال بغير حق وإنما تتعدد انواع التبذير
فهُناك تبذير المال وقد نهانا الله عن هذا التبذير فى قوله تعالى (( وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً)) الإسراء :26
قال الشافعى رحمه الله عليه والتبذير إنفاق المال فى غير حقه و لا تبذير فى عمل الخير
وهناك تبذير الصحه فكثير من الخلق أعطاه الله الصحه الكامله ولكن ينفقها فى معصيه خالقه كأن يستخدم عينيه فى النظر إلى ما حرم الله
ومن يستخدم رجليه فى الخطو إلى أماكن معصيه الله ومن يستخدم يديه فى مسك ورفع ما حرم الله والبطش بالناس.
وجاء هذا واضحاً فى حديث رسول الله (ص) حيث قال : نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحه والفراغ . رواه البخارى.
ويجىء من هذا الحديث لرسول الله (ص) ايضاً تبذير الوقت
فإذا استخدم الإنسان فراغه وصحته فى معصيه الله فهو المغبون.
لذلك يعتبر التبذير صفه من صفات الشيطان وزمرته إنهم ينفقون دون ملل ولكنها نفقات باطله فمنهم من يتلذذ بهذا العطاء الباطل قال الله تعالى (( إنَّ المُبَذِّرِين كَانُوا إخوان الشياطيِن وَكَاَن الشَّيطانُ لِربِه كَفُوراً )) الإسراء:27